عائلة "بهية" حولتني إلى رائدة أعمال

هند بغداي احدى محاربات سرطان الثدي

كانت عائلة بهية خير معين لي في أوقات المحن والآلام، معهم شعرت أنني لست وحيدة، منذ اليوم الأول لي داخل المستشفى والجميع هنا يقدم المساعدة دون مقابل، في البدء ظننت أن الأمر كله بدافع المال، لكني فوجئت أنه خلال كافة مراحل العلاج لم أدفع جنيها واحدا، كل ما يحدث داخل جدران مستشفى بهية دون مقابل، وعلاوة على ذلك الدعم النفسي والمعنوي الذي يحظى به مرضى سرطان الثدي". تقول هند بغداي احدى محاربات سرطان الثدي.






هند بغدادي أحمد، سيدة في العقد الرابع من العمر، أرملة، وتعول طفلها الوحيد، الحياة كانت تسير في طريقها المعتاد، يبدأ يومها في الصباح، تستيقظ للقيام بالأعمال المنزلية المعتادة، توصل نجلها الوحيد إلى المدرسة.. الحياة رتيبة إلى حد كبير، كانت تمني النفس بتغيير يحدث، لم تكن ما تتمناه الإصابة بسرطان الثدي.. فجأة شعرت "هند" بألم يباغتها في منطقة الصدر، عندما أخبرت صديقتها ألحت عليها بضرورة الاتصال بمستشفى بهية للاطمئنان، وهو ما قد تم، تلقت بعد فترة قصيرة اتصالا هاتفي لتحديد موعد لإجراء الأشعة والتحاليل اللازمة.. هناك اكتشفت اصابتها بسرطان الثدي.






تقول هند عن تلك اللحظة: "خرجت من المستشفى وقررت أن أسير وحيدة في الطريق، الدموع انهمرت من مقلتي، كنت أود أن أصرخ، كان أكثر ما يدور في عقلي هو تساؤل واحد: ما هو مصير طفلي الوحيد؟ هل سوف أتركه وحيدا مثلما تركنا والده؟ لا أتذكر كم مضى من الوقت أو كم عدد الكيلومترات التي مشيتها، لكن كان لدي طاقة غضب كبيرة وكنت أريد العزلة عن العالم والحياة، كان القرار الوحيد الذي اتخذته هو ألا أخبر أحدا من العائلة عن الأمر.. سوف أواجه السرطان برفقة عائلة بهية فقط".






طيلة حياة "هند" لم تعمل أبدا، لم تطأ قدميها أي عمل، كانت ربة منزل فقط، بعد الزواج ببضع سنوات أصيب زوجها في حادث مما حوله لقعيد فكانت هي من تحمل الأسرة فوق اكتافها، بعد أن أصيبت بسرطان الثدي وانضمامها لأسرة "بهية" تغيرت حياتها بشكل كامل، تقول هند: "خلال رحلة العلاج عرفت الطريق إلى العمل التطوعي، وحرصت بهية خلال رحلة العلاج على تطوير مهاراتي شيئا فشيئا، وكانت الخطوة المفاجئة أن تلحقني "بهية" بالجامعة الأمريكية للحصول على دورة تدريبية في ريادة الأعمال، وفي ذلك الوقت قررت أن أبدأ مشروعي الخاص، بعد تلك السنوات عندما أنظر إلى المرض لا أرى فيه سوى فرصة جديد للحياة".