خلال عام واحد عانت "..." من الخسائر الكبيرة دفعة واحدة، تحولت بين ليلة وضحاها إلى سيدة مطلقة وتعاني من سرطان الثدي، الحياة لم تعد بألوانها البراقة، تحولت إلى لون قاتم ومأساة إغريقية، لم تكن "..." حاصلة على شهادة، فهي تعرف القراءة والكتابة دون أن تكون حاصلة على شهادة، تزوجت في سن صغير وأنجبت طفلين، وبعد زواج دام لسنوات قرر زوجها أن ينفصل عنها، ارتضت بالأمر الواقع وبدأت بالبحث عن عمل يوفر لها ولطفليها ما يغنيها عن السؤال، ولكن الحياة كانت تخبئ لها صدمة أخرى.
بعد الطلاق بفترة ليست كبيرة، شعرت "..." بألم في جسدها، شيئا ما ينهش ما في داخلها، بعد إلحاح من شقيقتها قررت التواصل مع مؤسسة بهية لمجرد الاطمئنان، وهناك كانت الصدمة الأكثر وقعا عليها: "حضرتك عندك سرطان الثدي".
تقول عن تلك الصدمة: "لم أتخيل أن يكون الأمر حقيقيا، في البدء ظننت أن هناك خطأ طبي ما، أو اختلطت أوراقي بمريضة أخرى، لكن بعد فترة أدركت ما يحدث، فأنا مصابة بسرطان الثدي، وقتها لم أشعر بالخوف على نفسي، بل على أطفالي لمن أتركهم بعد أن تركهم والدهم، كان هذا هاجسي الأول".
بدأت "..." رحلة علاجها في مؤسسة بهية، وهناك كانت البداية التي يخبئها لها القدر، تقول: "وجدت عائلة جديدة احتضنتني، قدمت لي الدعم اللازم حتى استطيع مواجهة الحياة من جديد، داخل مؤسسة بهية تعلمت أن الحياة انكسارات وانتصارات، وفي كل الحالات فأنا لدي القوة اللازمة لمواجهة الانكسار بالهدوء والانتصار بالتواضع".
من خلال قسم الدعم النفسي في مؤسسة بهية، نجحت "..." في استكمال تعليمها وحصلت على شهادة الدبلوم، تعلمت من خلال ورش العمل والتدريبات مهنة جديدة مناسبة لها أكثر إذ لا يتطلب الأمر الخروج من المنزل كثيرا، تقول: "قدمت بهية الدعم اللازم لي، ساعدتني على استكمال تعليمي، الآن أصبحت حاصلة على شهادة ومن الممكن أن أكمل في المسار التعليمي أكثر، وكذلك من خلال ورش العمل سواء في الخرز أو تصنيع الحلى أصبح لدي مصدر دخل جديد مناسب لي وللظروف الخاصة بأسرتي الصغيرة.. أنا ممتنة لمؤسسة بهية ليس فقط لتقديمها العلاج، لكن لتقديم الدعم اللازم لأصبح قادرة على مواجهة الحياة".